Loading

SFD SFD

أخبار ونشاطات

حاجز مياه ينقذ الأرواح ويحل مشكلة الجفاف في صحراء الجوف

حاجز مياه ينقذ الأرواح ويحل مشكلة الجفاف في صحراء الجوف

يعاني ثلاثة من كل أربعة يمنيين من شحة المياه مع استمرار ممارسات الهدر للمياه الجوفية في الري الجائر والاستخدامات المنزلية لتتصدر اليمن المركز السابع في فقر المياه على مستوى العالم.

ولهذا سعى الصندوق الاجتماعي مبكراً من أجل إيجاد وسائل مستدامة للحفاظ على المياه الجوفية للأجيال القادمة والعمل على استغلال وتجميع مياه الأمطار بعدة طرق. وتضمنت تلك الأساليب استمرار توفر المياه لفائدة المجتمع بدلاً من فقدانها في عرض الصحراء مثل سيول الأمطار التي كانت تخترق تجمع قرى "جوار" بمديرية برط العنان محافظة الجوف، لتمر من بين أيدي أهاليها الظمأى وتضيع في النهاية في صحراء الجوف دون الاستفادة منها بشيء.

لقد عاني أهالي تجمع قرى "جوار" الأمرين طويلاً جراء شحة المياه وقلة الأمطار وهبوط مناسيب آبار المياه إلى مستويات النضوب، الأمر الذي عرّض نساءهم وأطفالهم لأخطار متنوعة خلال رحلات تنقلهم الطويلة بحثاُ عن مياه الشرب للسكان (4,000 نسمة) والماشية البالغ عددها حوالي 732 رأساً من الأغنام.

وبسبب حرج الوضع، سارع الصندوق بالاستجابة لهذه المشكلة لإنقاذ الأرواح عبر بناء حاجز مياه نجح في اخراج سكان هذا التجمع من عنق زجاجة الجفاف والنزوح الذي كان قد بدأ إلى مناطق بعيدة.

يشير سعيد غُرابة أحد أهالي "جوار" بأن الصندوق الاجتماعي بنى حاجز المياه بمشاركة واسعة من الأهالي بسبب شدة احتياجهم له، وأنه لوحده سبَّب تغييراً ملموساً وأعاد الحياة الى قطاعات التنمية المختلفة. لقد عمل الحاجز على عودة الأسر التي بدأت في النزوح بعد أن سمحت سعته الملائمة (114,000 م3) بتزويد القرية بمياه الشرب على مدار العام وإنهاء مخاطر ومشاق تنقل النساء والأطفال بعيداً بحثاً عن الماء، ليساعد الأولاد والبنات في الاستقرار والمواظبة على حضور الحصص الدراسية في مدرستهم، بل إنه جذب النساء من القرى المجاورة لجلب مياه الشرب منه.

بالإضافة إلى ذلك، أفضى الحاجز إلى مردودات اقتصادية متعددة لم يتخيلها الأهالي من قبل. يعدد المزارع هضبان مانع تلك المردودات قائلاُ، "استفادت كل كائنات "جوار" من مياه الحاجز، فقد تكاثرت الثروة الحيوانية ونشأ غطاء نباتي متنوع تم استغلاله لرعي الأغنام وتربية نحل العسل جوار قاعدة الحاجز بمساحة كيلومتر ونصف مربع."

وأشار هضبان أن الأغنام كانت تَنفُق قبل بناء الحاجز ليرتفع معدل ملكية الأسرة الواحدة من الأغنام من 5 رؤوس سابقاً الى 20 رأساً اليوم.

إنعكس تحسن الوضع الاقتصادي في تطور البيئة الزراعية، إذ عمل الحاجز على تغذية المياه الجوفية للمستقبل وتوفير مياه الري ليشجع الأهالي على استصلاح أراض زراعية جديدة والتوسع في زراعة أنواع جديدة ومربحة من الفواكه والخضار مثل البطاطا وحبوب الذرة والشعير وفاكهة الرمان نبات البرسيم لتغذية الأغنام، الأمر الذي عزز الدخل والأمن الغذائي لأبناء المنطقة.

يعود سعيد ليشير إلى أن الأهالي استغلوا الحاجز بتأسيس مشروع أهلي عمل على تنظيم الاستفادة من مياهه ومنع النزاع عليه أو الهدر في استخدامه وكذلك القيام بصيانته بشكل مستمر من أجل ضمان استمرار استفادة الجميع منه ليشعر الجميع بأن الحاجز ملك لهم. وقامت إدارة المشروع بتجميع مساهمات مالية من أصحاب المزارع لتشتري الأنابيب والمحابس وتنفيذ شبكة بالأنابيب لري مزارع المساهمين وهم جميع ملاك الأراضي الزراعية في المنطقة بشكل منظم ومنصف عبر الإسالة، ليتجنب الأهالي الاحتياج إلى ضخ المياه بالمضخات التي تتطلب الكهرباء أو الوقود المنعدمين منذ عدة أشهر.