Loading

SFD SFD

قصص من الميدان

النقد والأمن الغذائي يكسران أطواق العنف والجغرافيا في نصاب شبوة

النقد والأمن الغذائي يكسران أطواق العنف والجغرافيا في نصاب شبوة

بإمكان تدخل طارئ أن ينقذ حياة مجتمعات عانى جميع أفرادها من عدم القدرة على الوصول الى مصادر المعيشة. ففي منطقة المرازيق القبلية بمديرية نصاب بمحافظة شبوة (شرق اليمن) أصبحت حياة السكان مهددة وحركتهم نحو مصادر الرزق والتعليم مقيدة بسبب بعدهم وآثار الحرب الواسعة في البلاد والثأر المزمن. "يعملون في تربية الأغنام والنُّوب فقط، والزراعة تعبانة لأن السيول تخرِّب قنوات الري السيلي الرملية ولا يستطيعون إعادتها بسبب الكُلفة" بحسب وصف عبدالخالق طرموم أحد الأهالي.

وكانت الأزمة الاقتصادية الحالية قد أصابت المنتجات السلعية لأهالي قريتي "الفارعة العليا" و"الرَّصَاص" في المنطقة بالكساد، ليتفاقم ضعفهم بشكل غير مسبوق وفي أكثر الأوقات حرجاً. بسبب صعوبة تضاريس القرى، يضيف عبدالخالق أنه "ما وصلتهم أي إغاثات طوال الثلاث السنين الماضية."

يتحدث المستفيد سالم عبدربه "لم يلتفت أحد إلينا منذ سنوات عدا فريق الصندوق الاجتماعي للتنمية الذي أنقذ أرواح السكان، فلم يوزع الغذاء لمرة أو مرتين كما كنا نتوقع في البداية، لكنه أمَّن الناس بالغذاء عبر دعمه الزراعة وزيادة الأشجار والأعلاف لتعزيز تربية النحل والأغنام".

خلال خمسة أشهر، حقق برنامج النقد مقابل العمل الدعم من خلال اختيار وتدريب عمال من المجتمع الفقير قاموا بإنشاء جدران حجرية في عشرة مواقع مختارة في وادي القريتين لتوجيه بعض مياه السيول لري حقولهم وتخفيف خطر السيول على المجتمعات أسفل الوادي.

في سياق الأثر، يقول علي المرزقي "جاءت أجرة عملي في وقتها تماماً لتأمين احتياجات شهر رمضان والأعياد.. ديوني ارتفعت في وقت ما لقيت وسيلة لشراء غذاء لأطفالي." ويقول ناقع محمد "الحمد لله عملنا مصدات السيول وروينا الأرض واشترينا مصاريف البيت الضرورية واشتريت خمس غنم يتباركين (للتكاثر) ونترزق بهن." ولم يعمل بالمشروع سوى نساء محدودات بسبب شدة تحفظ المجتمع ضد خروجها للعمل.

وبفرحة تحقق عدد من الفوائد، بدا الأهالي لأول مرة بنثر بذور القمح، تفاؤلاً بخير موسم المطر والزراعة المقبل والخروج من أطواق العنف والعزلة. لم تنته الفرحة هنا، لكنها تبدأ بقصة فرح جديدة بتدشين الصندوق الاجتماعي للتنمية مشروع جديد في قرية "الماعربة" المجاورة والتي تشترك مع أخواتها في نفس أوجاع هذه الأطواق.

 

قصص من الميدان