Loading

SFD SFD

قصص من الميدان

أسماء وَفـُلة... بين الأمس واليوم!

أسماء وَفـُلة... بين الأمس واليوم!
في عُزلة الرامية العليا (مديرية السخنة، محافظة الحديدة)، كانت "مدرسة الثورة" المختلطة مزدحمة بالطلاب والطالبات، الأمر الذي تسبب في تسرُّب أعداد كبيرة من الفتيات بسبب الاختلاط ، وبالذات بعد الصف الثالث الابتدائي.

أسماء وَفـُلة... بين الأمس واليوم!

 

في عُزلة الرامية العليا (مديرية السخنة، محافظة الحديدة)، كانت "مدرسة الثورة" المختلطة مزدحمة بالطلاب والطالبات، الأمر الذي تسبب في تسرُّب أعداد كبيرة من الفتيات بسبب الاختلاط ، وبالذات بعد الصف الثالث الابتدائي.

 

ولهذا السبب، ولأن المنطقة مركز جذب للعديد من القرى أيضاً (مثل شعونة، وصيف عبده، والجاوي، والنهاري، والمرمادة، والمعصيات، والمصبار، والشعوب، والجروب...)، فقد قرر الصندوق الاجتماعي التدخل لبناء مدرسة أسماء للبنات مع التجهيز والتأثيث والمرافق المختلفة، وذلك بهدف الإسهام في الحد من تسرُّب الفتيات من التعليم، ورفع معدلات التحاق البنات بالتعليم، ومواصلتهن للدراسة حتى المستوى الثانوي، وتمكين المنقطعات من العودة لمواصلة تعليمهن، وإيجاد مخرجات من الثانوية العامة.. وبالتالي تحسين الوضع التعليمي في المنطقة عموماً..

 

هذه 3 شهادات من داخل مدرسة أسماء للبنات عن الأثر الكبير لهذا التدخل الهام:

 

"جميعنا يسعى إلى تطور ونهضة مجتمعه ولن يتم هذا التطور إلا بالعلم للمرأة والرجل على حدٍ سواء، لكن تعليم الفتاة في مديريتنا عانى صعوبات وواجه العديد من المنغصات تجاه التعليم المختلط للذكور والإناث في مدرسة واحدة.

 

وكان حلم كل البنات وأسرهن وجود مدرسة خاصة للبنات. وقد تحقق هذا الحلم ولله الحمد بعد عناء طويل..

 

فقد بدأ شعاع أمل يشق طريقه عبر تلك الصحراء.. فمن الصفر، بدأ ظهور مدرسة أساسية صغيرة، وكان الفضل بعد الله تعالى للصندوق الاجتماعي للتنمية.. وبدأ الحلم يكبر ويكبر حتى أصبح الابتدائي يليه الإعدادي.. وواصل الحلم توسعه إلى أن افتتح القسم الثانوي الذي ما زال في بدايته.. وهكذا أصبحت المدرسة تضم المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.. وبإذن الله تعالى تكتمل مسيرتها بكل نجاح إلى أن تثبت أقدامها في مجال التعليم."

 

الأستاذة/ رمضانة عبد الله إبراهيم زهيري

مديرة المدرسة

 

 

" كان تعليم الفتاة ذا مستوى متدنٍّ جداً، وكان يوجد عدد قليل من الفتيات المتعلمات..

 

ولكن بعد أن تم فصل البنات وبناء مدرسة خاصة بهن من قبل الصندوق الاجتماعي، أصبح لدينا عدد كبير من التلميذات، وصار مستوى تعليم الفتاة مرتفعاً.. حتى التلميذات والطالبات اللاتي لم يواصلن التعليم أصبحن اليوم في الإعدادية والثانوية، وأصبحن اليوم يأتين للمدرسة ويسجلن أسماءهن لإكمال تعليمهن حتى تخرجهن.. وبعون الله تعالى صار الإقبال على المدرسة كبيراً حتى من القرى المجاورة..

 

وكان للصندوق الاجتماعي الفضل بعد الله في إنشاء هذا الصرح العلمي الذي سيظل منهلاً لكل من يريد رفعة نفسه".

 

فاطمة يحيى محمد شلاع

رئيس مجلس الأمهات في المدرسة

 

 

"لقد درستُ في مدرسة الثورة من الصف الأول.. وحينها سمحت لي أسرتي بالدراسة بقولهم: "حتى  الابتدائية وبس"!

 

وعندما وصلت للصف الرابع، تم بناء مدرسة أسماء للبنات فسمحت لي أسرتي بإكمال الدارسة حتى الصف السادس.. ولما أكملتُ المرحلة الإعدادية، واجهتُ رفض الأسرة في إكمال الدراسة في ثانوية الثورة المختلطة، وحاولت بشتى الوسائل، لكن دون جدوى.. فاستسلمتُ وجلستُ في البيت تحت رغبة وإلحاح الجميع.. وظل اليأس يراودني من إكمال تعليمي.

 

وعندما سمعت عن افتتاح المرحلة الثانوية في مدرسة أسماء، شعرت بالسعادة وبدأ الأمل يراودني لإكمال تعليمي وَتَجَدُّد طموحي بأنْ آخذ أعلى الشهادات، وأنال أعلى المناصب..

 

أما زميلتي وشيلة، التي تبلغ من العمر 19 سنة، فلم تكن تتوقع بعد هذا العمر أن تدرس نهائياً بسبب رفض أهلها أن تدرس في مدرسة الثورة المختلطة.. وبعد فتح مدرسة أسماء للبنات، التحقت وشيلة بالمدرسة، وبدأت مشوارها التعليمي وهي بهذا السن.. ولم تخجل من دراستها في الصف الأول الأساسي في هذا العمر، فطلب العلم ليس له سن مُحَدَّدَة.. وهي الآن في الصف التاسع، وتطمح أن تكون مُدَرِّسة في مدرسة أسماء..

 

لقد فتحت المدرسة الخاصة بالبنات، التي تبناها وبناها الصندوقُ الاجتماعي، طريقَ أملٍ واضحاً ومنيراً لكثير من فتيات المنطقة ليُكملن تعليمهن.

قصص من الميدان